رأينا في الجزء الأول كيف استنبط الشاعر من قصيدته العينية الأصل مقطوعتين شعريتين خرجت أولاهما من أوائل صدور أبيات القصيدة ، وثانيتهما من أوائل أعجازها ، وسنرى في هذا الجزء الذي هو بمثابة الملحق الذي شكل به الشاعر البناء الهرمي لعمله الذي أصبح منفردا عن الديوان ويأخذ اسما خاصا به هو:نزهة الجلاس في مدح سيد الناس ﷺ،أوأم القريضكما يسميها الشاعر ، أوالمجنونة كما تدعوها العامة ، وذلك من خلال تكوينه وشكله وجريانه أودورانه .
أولا : التعريف بمكونات الجزء الثاني من قصيدة نزهة الجلاس في مدح سيد الناس ﷺ أوالمجنونة :
يتكون الجزء الثاني من هذا العمل من :
1 -خمسة أبيات أصليةليست من العينية ولا على وزنها ولا قافيتها وإنما هي ملحقة بها وهي مدار البناء الذي نحن بصدد فك رموزه حيث يقول : ثم إنه أتبعها بأبيات ، جامعة لوجوه خفيات ، طول عمق بحرها ، وأغمض العيون عن سرها ، إذ جعل قوافيها شتى ، وجبين كلها صلتا ، فأبرزها من خدر الصون ، إلى محاسن الكون ، تمشى الخوزلى في ذهابها ، وترجع القهقرى في إيابها ، فمن أين شاءت طلعت ، وكيفما شاءت رجعت ، تستحيل أرضها سماءا ، وسماؤها أرضا وهواء ، وتتعاقب أوائلها وأواسطها وأسافلها .