هذه الترجمة الحسنة للفقيه محمد يحيى الولاتي وردت في كتاب صدر أخيرا في المملكة المغربية تحت عنوان: "فتح الملك العلام بتراجم بعض علماء الطريقة التجانية الأعلام" لمؤلفه العلامة الفقيه المحدث الشريف سيدي محمد بن محمد الحجوجي الحسني ( ولد: 1297هـ- 1880م توفي 1370هـ- 1951م)، دراسة وتحقيق ذ. محمد الراضي كنون الحسني الإدريسي.
وفي ما يلي نص الترجمة، لم نزد فيه إلا تصحيحين لعنواني كتابين، وقد وضعناهما بين معقوفتين.
سيدي محمد يحيى بن محمد المختار الجعفري الحوضي الولاتي
ومنهم عالم زمانه، فريد عصره وأوانه، المشارك في سائر العلوم، المحقق منها المنطوق والمفهوم، المدقق، الحجة، الموضح للناس طريق المحجة، المفسر الحافظ، القوال للحق وبه لافظ، سيدي محمد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الجعفري الحوضي ثم الولاتي، وولات دشرة من الحوض من بلاد شنقيط. كان رحمه الله من العلماء العاملين، والأئمة الواصلين، في كل علم تحسبه مبتكره.
بلغني أنه قال أحفظ اثني عشر تفسيرا. وكان يفتي في سائر العلوم وسائر المذاهب لمشاركته الكاملة الواسعة، وله عدة تآليف منها:
$11. شرحه لصحيح البخاري، وهو في غاية الجودة
$12. ومنها شرحه لمختصر ابن أبي جمرة، وهو أيضا في غاية النفاسة
$13. ومنها فتح الودود على مراقي السعود
$14. ومنها نيل السول على مرقاة الوصول
$15. ومنها نظم نفيس في القواعد، جمع فيه كل ما في الزقاق بزيادة، سماه المنهاج الواضح ]الصحيح: المجاز الواضح[ وشرحه شرحا لطيفا طويلا كثير الفوائد
$16. ومنها شرح نفيس للحصن الحصين
$17. ومنها تأليفه في الفروع مع بيان أدلتها من الكتاب والسنة، يقول فيها الحكم كذا لقوله تعالى كذا وكذا، والحكم كذا وكذا لحديث كذا وكذا، سماه منبع العلم والتقى ]الصحيح: منبع الحق والتقى[ ، وشرحه شرحا نفيسا سماه العروة الوثقى
$18. ومنها شرحه لعقود الجمان، سماه مرتع الجنان على عقود الجمان
$19. ومنها رسالة في التيمم
$110. ومنها رسالة أخرى في الرد على الشيخ محمد فاضل الشنقيطي
$111. ومنها تخليله لسينية إبراهيم الرياحي
إلى غير ذلك من المصنفات العظيمة القدر، الواسعة العلم. ورأيت في كلام بعضهم أن له من التآليف ما يزيد على الثمانين مؤلفا، منها نظم في نجاة أبويه صلى الله عليه وسلم، ومنها رسالة في عدم العمل في الصيام بالتلغراف، إلى غير ذلك.
حدثني بعض فضلاء تونس أنه رآه يملي في مجلس غاص بأعيان العلماء كأنه ميزاب ماء ولا يتلعثم لسانه ولا يحصل له دهش.
وكان رحمه الله من أهل الجد في الدين لا تأخذه في الله لومة لائم، كثير الردع لأهل البدع والمنكر والأهواء، عظيم الهيبة، مسموع الكلمة. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير.
وقد أخذ الطريقة الأحمدية عن العارف بالله سيدي الحاج الحسين الإفراني رضي الله عنه. وكان أحد المقدمين لتلقين أورادها.
ولما رجع من الحج والزيارة دخل مصر واجتمع بأعيان علمائها، فأذعنوا له، وأقروا له بالحفظ التام والإتقان والتحقيق والتحرير.
وتوجه أيضا للديار التونسية فقابلوه بالجميل التام، ونظروا لجانبه العالي بعين الإجلال والإعظام، واستفادوا من علومه، وقد انتشرت الطريقة على يده أي انتشار، وسارعوا للأخذ عنه لما يعلمون فيه من كمال الورع والتثبت والتحري في الأمور. اهـ