طباعة
الزيارات: 2154
... من رسالة للفقيه محمد يحيى الولاتي إلى الأمير محمد المختار بن محمد محمود رحمهما الله رحمة واسعة، تعكس نموذجا من نصيحة العلماء للأمراء، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، وإرشادا إلى ما فيه المصلحة... وهكذا تكون العلاقة الموضوعية بين أهل العلم وأهل الحكم...جمعتكم مباركة..تقبل الله صيامنا وصيامكم... "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه، سلام لا يباهى ولا يبارى وتحية لا تضاهى ولا تجارى من عبد ربه محمد يحيى بن محمد المختار إلى ابني منزلة ومودة ذاك محمد المختار بن محمد محمود حفظه الله الحفيظ الودود، ونصره وأعانه على كل عدو له حسود، ولا زال في عز وظل ممدود، ولا زال عدوه مخذولا، وحاسده خاسئ مطرود، أعلم حفظك الله تعالى ورعاك وأعانك على عدوك وقواك أنا نقرئك ألف ألف سلام ونحييك ألف ألف تحية يصحبهما توقير واحترام، ونوصيك وإيانا بتقوى الله العظيم في السر والعلانية والذب عن حريم المسلمين وأموالهم ودفع المظالم عنهم فإنك راع عليهم أي جعلك الله تعالى راعيا عليهم، والراعي مسؤول عن رعيته ولا سيما من تعلق بك وتشبث بأذيالك من المسلمين كأولاد بل فإنهم قد مسهم الظلم بسبب انتمائهم إليك. وأوصيك أيضا بأن لا تحرك حربا بينك وبين أحد من المسلمين كأولاد الناصر ولحمنات لأن طول الهدنة يزيد ملكك توكيدا وقوة ومهابة وإثارة الحرب توجب ضد ذلك، لأنها إذا اشتعلت أظهر الضغن والعداوة كل من في قلبه دَخَلٌ أي بغض وعداوة فإياك إياك وتحريك الحرب إلا إذا لم يكن منها بد، فإنك إن أكرهت عليها أعانك الله تعالى على أعدائك وخذلهم.... والسلام يعود عليكم ورحمة الله وبركاته ما دام الفلك وحركاته، حفظك الله ورعاك وحمد مسعانا ومسعاك"