من نشاطات المركز: مئوية الولاتي

المحاضرة الخامسة : ولاته : ملتقى الثقافات بين المغرب الإسلامي والسودان في الفترة ما بين 1204 – 1912 للميلاد – الأستاذ محمد الأغظف ولد الداه والأستاذ محمد البشير ولد حمادي 

استعرض المحاضران واقع ولاته في الفترة المنوه بها؛ حيث كانت نقطة إجبارية للعبور من الغرب الإسلامي للسودان الغربي، واستمرارا للموانئ الصحراوية الأقدم منها كأوداغست وكمبي صالح، في الوقت الذي كانت فيه محطة مهمة لتصدير الملح إلى السودان، الأمر الذي ربطها بالمدن الأخرى التي تلعب تجارة الملح الدور الرئيسي في أنشطتها الاقتصادية كوادان و شنقيط  وتشيت. فكانت مدينة قوافل بامتياز، فازدهرت أسواقها وتدفقت الهجرات نحوها...

 وقد امتازت بالإشعاع حضاريا وثقافيا على محيطها القريب والبعيد، وبذلك ظلت مركز إشعاع علمي متميز بنظامه التعليمي الذي عز نظيره في البلاد، وأنبتت بإذن ربها ثمرا طيبا ،علماء نجباء تميزوا بعطائهم العلمي...

  وخلص الباحثان إلى أن الفقيه  محمد يحيى الولاتي  ليس في الحقيقة  إلا شجرة طيبة من نبت هذه الأرض المعطاء، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وإن تميز ثمرها بوفرته وحلاوة مذاقه ودنو قطافه، فلا غرابة في ذلك لمن يتلوا قول الله تعالى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل) 

 

وقد شرف العلامة محمد الحسن ولد الددو الندوة بحضور الجزء الأخير من هذه الجلسة وتناول الكلام فيها معتذرا عن عدم التمكن من حضورها من البداية إلى النهاية بسبب مانع السفر أولا ثم ارتباطات أخرى شغلته بعد ذلك. ونوه بمبادرة الاحتفاء بالفقيه محمد يحيى الولاتي الذي اعتبره من كبار المجددين في هذه البلاد. وأشاد بالآثار الطيبة التي خلفها في فنون وميادين الشريعة كافة، والتي لم يسبق إلى الكثير منها.. مضيفا أنه: " ومن فضل الله سبحانه وتعالي ومنته على أهل هذه البلاد أن جعل هذا المجدد العظيم من الذين عاشوا فيها ودرسوا فيها .... فقد جدد الكثير من العلوم التي اندرست العناية بها في زمانه وبالأخص في بلاد المغرب الإسلامي، فاعتنى بعلوم الحديث وشروح الصحيح وأصول الفقه والقواعد الفقهية، وهذه العلوم كانت في وقته قد اندرست أو كادت، فقليل من الناس من يهتم بهذه العلوم الثلاثة. وكذلك اعتنى بعلم التفسير وإن كان موجودا في ذلك الوقت في بعض المناطق، لكنه أتى فيه بالتجديد وحرص فيه على ذلك".

واعتبر الشيخ محمد الحسن أن هذا اللقاء " إنما هو جزء من أداء الحق الذي لهذا الرجل فهو يستحق أكثر من هذا، يستحقه على الدول، وينبغي أن يكون مؤتمر يتحدث عن هذه القامة العملاقة مؤتمرا دوليا تقوم عليه الدول وتخصص له إمكاناتها، فإنه ذكر له ولقومه، فقد امتن الله على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن فقال: " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون".

                                                                                 يتواصل