من نشاطات المركز: مئوية الولاتي

هذا الكتاب هو دراسة لنشوء وتطور دولة موريتانيا بمفهومها الحديث حيث كانت بصمات المستعمر واضحة من خلال النظام الإداري الموروث عنه، كما يبين كيف رسخت الأجيال الموريتانية المتعاقبة هذا النظام وطبعته بطابعها الخاص، وكيف مارست هذه الأجيال العمل السياسي انطلاقا من قيم قبلية وجهوية وفئوية ظلت حاضرة لدي النخبة السياسية.وقد تمسكت الأنظمة السياسية المتلاحقة بهذه القيم والممارسات حيث جعلت من المحاصّة والتوازنات القبلية والفئوية أداة "استقرار" للأنظمة بدل اعتماد آليات وأساليب في الحكم تفضي إلي استقرار أساسه التنمية والعدالة. وتبقي المحاصّة في نهاية المطاف-وإن كانت حققت وستحقق لبعض الحكام البقاء فترة من عمر الدولة، ولبعض المواطنين ممن ساحوا في نعمها وزراء أو مدراء إلخ–تبقي لغما يهدد وجود الدولة ووحدة شعبها، وعائقا في وجه التنمية.فالمحاصّة تغيب الأساليب الكفيلة ببناء دولة حديثة تختفي فيها أو تميل إلي الاختفاء تلك التراتبيات الاجتماعية التي غيبت شرائح عريضة من المجتمع عن ممارسة حقها في المواطنة الكاملة كما غيبت الكفاءة وقيم النزاهة في تسيير الشأن العام. وقد نمت في ظل هذه المحاصّة منذ عهد الاستعمار أبشع المظاهر المعيقة للتنمية كالرشوة والزبونية والمحسوبية،فلم تعد الوظائف السامية ومراكز القرار ذات التأثير علي مصير الدولة إلا قطعا من الكعك يوزعها الحاكم وفق مبدأ مقايضة الولاء بالسلطة والنفوذ إذ لا عبرة بالكفاءة. وقد نجمت عن المحاصّة السياسية محاصّة في الاقتصاد والثروة بشكل عام.  هذه هي حال معظم أحكام إفريقيا، وكثير من دول العالم الثالث ولا تستثني من ذلك الأحكام التي اتخذت من الأيديولوجيات القومية والاشتراكية شعارات لأن التاريخ كشف أن كثيرا من الحكام الذين تستروا وراء قناع الإيديولوجيات ذات التوجهات الوطنية لم يكونوا في الواقع إلا مستبدين وكانت نظمهم تخفي ممارسات بشعة، طائفية و جهوية و قبلية.

إن هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي تتخذ من التاريخ السياسي موضوعا لها تمثل إنذارا للحكام المستبدين وللنخب التي توطد أنظمتهم كما تشكل توثيقا للأحداث ومادة تسهم في وعي الشعوب بتاريخها. ومن المؤسف أن يكون ذلك التاريخ تاريخ ظلم واستبداد ومن المؤسف كذلك في بلد لا زال يلتمس طريق نهوضه أن يتخذ من ذلك الظلم والاستبداد ذريعة أو مبررا للتشاؤم والتطرف. وإننا إذ نقدم إليك أخي القارئ العربي ترجمة هذا الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية سنة 1992 عن دار كرتلا،  ذلك لأنه كتاب يتناول فيه صاحبه بالتحليل حقبة سياسية مهمة من تاريخ بلدنا قلت حولها الدراسات وهي الحقبة التي تغطي ما بين سنة 1946 و 1992. وقد اعتمد المؤلف بالإضافة إلي أعمال نظرية لمفكرين وأساتذة كبار من مثل بيار J. F. BayardوبالاندييBallandierوبردشارPritchard وغلنرGellnerوبالانسBalans و بيير بونتBontePierre وعبد الودود ولد الشيخ AbdelwedoudOuld Cheikh وغيرهم، علي كثير من الملفات بالأرشيف الوطني بنواكشوط وفي فرنسا كما اعتمد كذلك علي كثير من الدراسات النادرة حول موريتانيا، وتعبِّر قائمة المراجع في آخر الكتاب عن غزارة المصادر التي اعتمدها الباحث. يأتي هذا الكتاب بعد ترجمتنا لكتاب إمارة آدرار لبيير بونتومورتانيا من سنة 1900 إلي 1975 لفرانسيس دي شاسيه ومجلدين من رحلات المستكشفين إلي بلادنا وذلك التزاما منا بما وعدنا به للقارئ العربي قبل سنوات من الآن وهو وضع أهم المراجع بين يديه وخاصة كتابات الجامعيين الفرنسيين والمستكشفين بلغته العربية سعيا منا إلى إنارة ذهنه وسد الفراغ الذي تعاني منه الكتابات باللغة العربية التي يتعذر على مؤلفيها الرجوع إلي هذه المراجع في لغتها الأصل.

إن الأعمال التي تناولت هذه الحقبة من تاريخ موريتانيا بالدراسة قليلة وقليلة كذلك الأعمال التي تناولت بالدراسة السلطة و الفاعلين في السياسة من أحزاب سياسية ورجال أعمال ومنظمات بمقاربة علمية تسهم في فهم المجتمع الموريتاني عبر مراحل تطوه. إن نظرة خاطفة إلى المراجع توضح، كما يقول المؤلف: "انعدام مقاربات تحليلية لتناول ظواهر السلطة في موريتانيا حتى بداية السبعينات". ومن بين الدوافع كذلك إلي ترجمة هذا النوع من الكتابات وكما أسلفت في مقدمات الكتب التي سبقت ترجمتها مثل كتاب بيير بونت و فرانسيس دي شاسيه هو الإسهام في وعي المؤلف والقارئ الموريتانيين وتزويدهم برؤى حول هذا المجتمع مختلفة عن تصوراتهم لواقعهم ولتاريخهم والتي غالبا ما تحجب عنهم إذا لم تشفع برؤية أو رؤى خارجية الكثير من المسائل التي يحتاجونها لفهم الحقائق التاريخية والاجتماعية والتطورات السياسية لمجتمعهم. إن رؤى الآخرين قد تتصف ببعض القساوة قساوة تمليها فى كثير من الأحيان طبيعة البحث إلا أنها مفيدة جدا لأنها تضيء النواقص وتكشف الخفي ومواطن القصور  مما قد يسهم فى تصحيح المسارات، انظر مثلا حديثه عن القصور في مجال البحث العلمي في هذا البلد: "أما الأعمال المنجزة في مؤسسات التعليم العالي، وهي بالأساس رسائل تخرج فكثيرا ما لا تشفي غليل القارئ، وفيما عدا استثناءات نادرة يبقى الصمت مطبقا حول كل ما يمت بصلة لواقع الحياة الاجتماعية، لأن تناول  القضايا السياسية شبه معدوم. وباستثناء حالات معزولة ومتميزة لقلَّتها، فإن الباحثين الموريتانيين معروفون بعدم الإنتاج لأن مهنة البحث لا تجلب لصاحبها التقدير ولا التثمين. وعليه، فإن الحرص على متابعة مسيرة وظيفية هامة يفرض على الباحثين انتهاج حياد مسالم ليس إزاء السلطات فحسب، وإنما أيضا إزاء كل شخصية نافذة قد يعرضها البحث للأضواء والنقد. فالسمعة قيمة أساسية في هذا المجتمع الذي فيه كل الناس يعرف بعضهم بعضا. والكتابة عن الآخر ليست عملا سهلا، خاصة أن الإحساس بالحاجة إلى الكتابة  يبقى ضعيفا، بالنظر إلى نقاش الصالونات وإذاعات الرصيف التي تعوض ذلك بجدارة."

إن تهميش الباحثين واستقواء من لا شأن لهم بالمعرفة بالدولة وولوجهم إلي المناصب العليا هو الذي طبع المراحل السياسية للبلد خلال العقود السابقة. وقد لعبت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية دورا كبيرا في الاستعاضة عن البحث العلمي الجاد بالمعلومات الصحفية الضعيفة وكرست سلطة فئة من أنصاف المثقفين وقامت تلك الفئة بتوجيه نظامنا التعليمي وسياساتنا الثقافية. فلم يبق للباحث الذي يحمل مسؤولية إنارة شعبه إلا الانزواء، كما أن الأحكام السياسية المتعاقبة بمواصلتها لسياسات متخلفة وبائدة كسياسة المحاصة -التي هي الداء العضال للمجتمعات التائقة إلي النمو-قد ابتعدت كثيرا عن معايير البحث الجوهري la recherche fondamentale الذي اعتمدته الشعوب المتطورة كأساس لنموها. وهكذا تمر العقود على حكومات عاجزة انشغلت عبر تاريخها بكل أنواع الوعود الفارغة كالوعود بالتعليم الناجع والقضاء علي الفقر "فى سنة كذا" وغيرها مستندة فى ذلك على القبلية والإثنية.

يكشف هذا الكتاب بلغة البحث العلمي عن أن  الأحكام  السياسية ظلت تسخر من مواطنيها لأنها أدركت أن البحث الجوهري الذي يسهم في بناء الذاكرة القوية معدوم ولذا فإنها لا تستحي -كلما جاء نظام جديد-من أن تعمد إلي تكرار نفس أخطاء الماضي والمتعلقة بالوعود ببناء الأمة وبتعليم قوي، مطمئنة أن الطبقة السياسية التي خلقتها الأنظمة قبلها من سياسيين ورجال أعمال وسماسرة ستضمن لها الولاء كما حدث لأنظمة قبلها.  وفي هذا الإطار يتنزل بحث مرشزنن والذي يمكن أن يستخلص منه أن الممارسة السياسية لم تخرج فى يوم من الأيام عن نطاق القبيلة والجهة والإثنية، وأن الطبقة  السياسية في هذا البلد لم تنجح في بناء مجتمع متجانس لأنها غيبت البحث العلمي المفضي إلي الوعي والوعي بالتاريخ -لا التاريخ المشوه-التاريخ  الذي يخفف من الهمجية التي قد تبرز في مجتمعات غير متجانسة. ويصور الباحث الأنظمة المتعاقبة على البلاد بأنها اهتمت بمصالح أفرادها الشخصية مقتسمة الوظائف الدافعة لعجلة التنمية بين زبنائها فقضت بذلك علي كل أمل في النمو.

وتأتي ترجمة هذا الكتاب في وقت يمارس فيه كثير من الموريتانيين العمل السياسي الذي يحتاج المشتغل به إلي نبذة تاريخية عن الممارسة السياسية وخاصة خلال العقود الأخيرة وتلك التي بدأت مع فترة الاستعمار وإبانه كما فى كتاب فرانسيس دي شاسيه أما الفترات التي شهدت الأنظمة الأميرية فيمكن الرجوع إلي كتاب إمارة آدرار ليتبين القارئ من خلاله نموذجا للبحث حول الممارسة السياسية إبان القرون السابقة. وكما فعلنا مع كتاب إمارة آدرار  ولخشيتنا من الوقوع في ما لا يتقبله البعض، حرصنا في هذه الترجمة أن نشير إلي بعض الأسماء بفلان أو الفلانيين ،وعلي القارئ العودة إلي النسخة الفرنسية إذا كان يرغب في معرفة المعنيِّ أو المعنيين. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن نشكر جامعة انواكشوط والتعاون الفرنسي والصندوق الوطني للتأمين الصحي لمساعدتهم على سحب هذا الكتاب بعد إنجازنا للترجمة فلهم مني جزيل الشكر والعرفان. وشكري للأستاذ مرشزنMarchesinوالأستاذ عبد الودود ولد الشيخ وزميلي الراحل بيير بونتPirreBonte والمدير السابق لدار كارتلا روبير آجنو Robert Ageneau لما بذلوه من أجل تسهيل إجراءات نشر هذا الكتاب باللغة العربية.

الدكتور محمد بن بوعليبة بن الغراب

 

 

alt

 

بمناسبة مرور مائة عام على وفاة أحمد بن الأمين الشنقيطي المتوفى سنة 1913م، نظمت جامعة شنقيط العصرية بمقرها بانواكشوط يومي 13 و 14 نوفمبر 2013 بالشراكة مع مؤسسة "بلاد شنقيط للثقافة والتنمية" ندوة دولية حول إسهام العلماء الشناقطة في حركة النهضة الأدبية في المشرق.

وقد دعا رئيس مؤسسة بلاد شنقيط الدكتور محمد المختار ولد اباه عند افتتاح هذه الندوة إلى "القيام بتصنيف معلمة شاملة لعلماء شنقيط تضم ملخصا لما كتب عن بلاد شنقيط في الخارج من الأوروبيين والعرب والأفارقة.

دارت أعمال هذه الندوة التي شاركت فيها نخبة من العلماء والباحثين على جلسات أربع قُدِّمت فيها عروضٌ عن الشخصيات التالية:

· محمد محمود بن التلاميد

· أحمد الأمين الشنقيطي

· محمد الأغظف بن أحمد مولود الولاتي الحوضي

· الشيخ محمد الأمين فال الخير الحسني الشنقيطي.

 

وقد حالت مشاغلي المهنية بيني وبين حضور كل أعمال هذه الندوة، ولأن ما لا يدرك كله لا يترك جله فقد حرصت على متابعة جزء كبير من الجلسة الثانية المخصصة لأحمد الأمين الشنقيطي والتي ترأسها الأستاذ سيد أحمد ولد الدي وحاضر فيها كل من السادة محمد ولد بتار ويحيى البراء وعبد الودود ولد عبد الله ( ددُّود)، كما تابعت كامل الجلسة الثالثة المخصصة لمحمد الأغظف الولاتي الحوضي والتي ترأسها الأستاذ إسلم ولد سيد المصطف وتدخل فيها كل من الأساتذة الحسين ولد محنض، محمذن بن أحمد بن المحبوبي ويحيى ولد احريمو.

وقد تركزت الجلسة المخصصة لأحمد الأمين الشنقيطي على استنطاق كتابه "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" والظروف التي اكتنفت تأليفه، والجهد الكبير الذي بذله صاحبه لاستحضار محفوظاته من الشعر الشنقيطي والتقديم لها بأسلوب أدبي راق رصين لا يخلو من الحس النقدي والتحليل السوسيو-تاريخي. وأشار المحاضرون هنا إلى السبق التاريخي والعلمي لهذا الكتاب الذي اعتبروه "معبرا لا يمكن القفز عليه" لكل دارس أو باحث في مجال الثقافة الموريتانية. وعمدوا من جهة أخرى إلى التعريج على بعض الهنات التي وقع فيها الكاتب والعائدة في الغالب الأعم إلى ضبابية بعض "ما بقي في الخاطر"، أو إلى اقتصاره على المجال الجهوي الذي نشأ فيه وتكون فامتاح منه دون سواه...

هذا وقد أوصى المشاركون في هذه الندوة بضرورة تكفل مجموعة من الباحثين بالعناية بهذا الكتاب من جديد والتقديم له بمعالجة تبرز جوانب الإبداع فيه وتضعه في سياق المحيط الخاص والعام الذي أنتجه، وتفتح الباب لمواصلة واستكمال العمل الذي بدأه...

 

محمد الأغظف الولاتي الحوضي:

 

أما الجلسة الثالثة التي كانت معقودة لتقديم شخصية محمد الأغظف بن أحمد مولود الولاتي الحوضي (الوسري)، فقد تناولت ترجمة هذا العالم الفقيه النحوي الذي وصفه مؤلف كتاب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام" الشيخ الفقيه القاضي العباس بن إبراهيم السملالي المغربي المالكي المتوفى سنة 1378 هـ، بقوله إنه "الفقيه البركة الناسك العلامة الأورع المشارك الذي لا ينفك عن ذكر الله المعود لسانه كلمة لا إله إلا الله، شيخ الأخيار والأمراء الكبار والعرفاء، أخذ عن الشيخ محمد يحيى الولاتي وشرح نظم مغني اللبيب"..

...وعن رحلته إلى المغرب يقول الدكتور محمذن ولد محبوبي في مداخلته الموسومة "محمد الأغظف المحظري وجهوده النحوية بين الاحتفاء والاختفاء": "ارتحل إلى المغرب وأقام به وتوطدت صلته بالمولى عبد الحفيظ فقربه وأهدى إليه الهدايا العظام فيذكر أنه حبس عليه وعلى ولده محمد عبد الله قطعا أرضية...وقد توفي بمراكش في شوال عام 1337هـ ودفن بروضة الإمام السهيلي، وقام أهل المدينة بتجهيزه قياما عجيبا، واجتمع عليه خلق كثير وجم غفير أكابر وأجلاء وغيرهم".

وعند الحديث عن جهوده في علم النحو يقول المتدخل: "ويعد هذا النحوي من أبرز الوجوه الثقافية بالساحة الشنقيطية والمغربية في صدر القرن الرابع عشر الهجري، فقد سعى جهده إلى إحياء علوم اللغة فأتحف المكتبة اللغوية بنافع الحكمة ورفيع الكتاب فتنوعت جهوده مابين التأليف والتدريس... جلس الرجل بمراكش ليدرس النحو فأخذ عنه المولى عبد الحفيظ واستفاد من دروسه ولعله هو الذي أذكى في هذا السلطان جذوة التعلق بالثقافة الشنقيطية والاعتناء بها"، ويستشهد المحاضر في هذا السياق بالدكتور محمد المختار ولد اباه حيث قال:" ويبدو أن المولى عبد الحفيظ قد تركزت معارفه في المدرسة الشنقيطية التي اعتمد منهجها في الشرح والنظم وفي الأصول المرجعية وهي مدرسة ابن مالك والمختار انجبنان الشنقيطي والمختار بن بونه الجكني والشيخ بن حبت القلاوي وسيد محمد الأغظف الحوضي".

وقد أبرز ولد محبوبي وغيره من المتدخلين مختلف الجهود العلمية لهذا العلم البارز سليل المدرسة الولاتية – حيث درس على خاله أحمدو ولد عبد المالك والفقيه محمد يحيى الولاتي- وسفير شنقيط إلى المغرب الأدنى وإلى بلاد الحرمين، وهديتها إلى الثقافة العربية بشكل عام..

وتوقفوا خاصة عند شرحه لمنظومة المولى عبد الحفيظ المعروفة ب"السبك العجيب لمعاني حروف مغني اللبيب" وهو شرح يقول عنه محبوبي إنه " بالغ الأهمية، ويستمد طرافته من طرافة الموضوع وموسوعية الناظم والمؤلف وهو عبارة عن تتبع دقيق لألفاظ منظومة هذا السلطان سعيا إلى تيسير ألفاظها وتقريب معانيها إلى الأذهان".

ونشير في هذا المقام إلى أن المتدخلين رجحوا أن للفقيه محمد الأغظف مؤلفات أخرى غير شرحه لمنظومة المولى عبد الحفيظ مستندين في ذلك إلى مؤشرين:

ـ ما ورد في مقدمة كتاب المولى عبد الحفيظ "العذب السلسبيل في حل ألفاظ الشيخ خليل" في معرض حديثه عن أستاذه محمد الأغظف من أن له مؤلفات عديدة.

ـ رسالة من الفقيه الفاضل محمد فضل الله ولد أيد إلى نجل محمد الأغظف يوصيه فيها بأن لا يدع كتب والده تضيع...

ولعل ما خشيه هذا الرجل قد وقع فعلا، حيث أن تراث صاحبنا المكتوب لا يزال غير معروف، وهذا واقع يضاعف المسؤولية على ورثته من جهة النسب والعلم، وما أكثر هؤلاء...فهل سيتمكنون من الاهتداء إلى مزيد من آثار محمد الأغظف المجهولة...

 

وقبل ذلك وبعده لا يسعنا إلا أن نقاسم زميلنا الدكتور محمذن بن المحبوبي هذه الخلاصة المنصفة:

"وصفوة القول إن هذا الجكني المحظري استطاع برهافة حسه وقوة حدسه واتساع معارفه أن يذلل الكثير من المسائل النحوية ضاربا لها أمثلة للتوضيح رائعة، وجالبا عليها نماذج للتوسع رائدة، فيسر بذلك منظومة المولى عبد الحفيظ مما جعل جهده محل عناية فتسابق المؤلفون إلى تحشيته والتعليق عليه فجاء مجهوده شرحا مبينا لعويصات النحو وغامضات الإعراب ومستغلقات الشواهد، وإن شئت قلت إنه جمعُ للفرائد والفوائد، ومألف للنوادر والشوارد، ومستأنس لكثير التوجيهات والاستدراكات ولطيف النكت والاستظهارات. وعلى الرغم من ذلك فإن الآراء النحوية عند هذا العلم تحتاج إلى مزيد نشر وتوسيع، حتى يعم بها النفع وتكتمل منها الفائدة".

ـــــــــــــــــــــــــــ

تنبيه: ورد في المحاضرة القيمة التي قدمها الأستاذ الحسين ولد محنض عن الفقيه محمد الأغظف رحمه الله في هذه الندوة أن شرح هذا الأخير لكتاب مولاي عبد الحفيظ تغمده الله برحمته"السبك العجيب في معاني حروف مغني اللبيب" هو" أول مؤلف يعرف طريقه للطباعة حيث طبع سنة 1325هـ ثم تلاه كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط الذي طبع سنة 1329 هـ، والحقيقة أن : كتاب « فتح الودود على مراقي السعود » , للفقيه « محمد يحيى الولاتي" رحمه الله (1330 – 1259هـ) » ,وهو من أهم شروح نظم " مراقي السعود في علم الأصول" للفقيه « سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي » عليه رحمة الله، وبهامشه شرحه على نظم مرتقى الوصول المسمى (نيل السول وحصول المأمول على مرتقى الوصول) ، طبع سنة 1327 هـ بفاس طبعة حجرية تعتبر أصح الطبعات المتدوالة، وقد طبع على نفقة مولاي عبد الحفيظ، و قدم له العلامة: محمد حبيب الله بن مايابي الشنقيطي شمله الله برحمته الواسعة صاحب زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم . لذا يكون كتاب محمد يحيى قد طبع قبل الوسيط بسنتين.

 

 

 

جائزة مركز البحوث والدراسات الولاتية
للإبداع في مجال التراث الولاتي للعام 2013م

أولا – أهداف الجائزة:
1- توجيه الباحثين الموريتانيين من مختلف الاختصاصات إلى إنجاز أعمال علمية جادة تتناول التراث الثقافي والحضاري الوطني في مختلف جوانبه.
2- الإسهام في رصد التراث الولاتي وجمعه وحفظه ودراسته .
3- جمع مادة علمية رصينة صالحة للنشر لإثراء المكتبة التراثية الوطنية.
4- تشجيع التميز والإبداع الثقافي والعلمي.

ثانيا – شروط الجائزة :
1- أن تكون المشاركة ذات صلة بالتراث الولاتي.
2- أن تتقيد المشاركة بالمعايير الفنية والعلمية اللازمة.
3- أن تكون البحوث مكتوبة بلغة سليمة وأسلوب رصين.
4- أن لا يكون البحث سبق نشره أو شارك به صاحبه في ندوة  
5- أن لا تقل عدد صفحات البحث عن خمسة عشر صفحة ولا تزيد على الثلاثين.
6- أن تقدم البحوث في ست نسخ ورقية مطبوعة  (قياس A 4) ونسخة ألكترونية واحدة وفقا للشروط الفنية الآتية :
•    حجم الخط 14
•    نوع الخط Time new roman
•    المسافة بين الأسطر 1.5
7- أن توضع الحواشي مرقمة في أسفل كل صفحة وفق الشروط الأكاديمية المعروفة للتوثيق.
8- أن يرفق بالبحث ملخص باللغة العربية لا يتجاوز (15) سطرا (ويستحسن أن يرفق بملخص ثان بنفس الحجم بإحدى اللغتين الفرنسية أو الانجليزية )
9- أن يرفق البحث بسيرة علمية وجيزة للمشارك وبريده الالكتروني
10- يفتح باب المشاركات ابتداء من تاريخ الثاني من يونيو إلى غاية الأول من يوليو 2013.
11- تعلن النتائج يوم الخميس الموافق 29 أغسطس 2013 على أن يتم حفل لمنح الجوائز للفائزين وتكريمهم خلال ندوة علمية في أجل يحدد لاحقا.
12- ترسل البحوث على:
-     العنوان البريدي التالي: جائزة مركز البحوث والدراسات الولاتية 2013- ص ب 1534 نواكشوط- موريتانيا-
-    العنوان الالكتروني التالي:
-     عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أو عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
-    أو تسلم مباشرة لمسؤول الدراسات بالمركز الأستاذ بشيري ولد محمد:
رقم الهاتف:  22357452
13- آخر أجل لاستلام المشاركات: 01 – 07 – 2013
ثالثا – التحكيم والتكريم :
1- تخضع المشاركات للتقويم السري من قبل لجنة تحكيم ذات كفاءة
2- ترتب اللجنة المشاركات العشرة الأولى في محضر يرفع إلى إدارة مركز البحوث والدراسات الولاتية لإعلان النتائج.
3- يحصل الفائزون الثلاثة الأوائل على الجوائز النقدية التالية :
أ – الفائز الأول: جائزة نقدية بقيمة: 300.000 أوقية (ثلاثمائة ألف أوقية)
ب- الفائز الثاني: جائزة نقدية بقيمة: 200.000 أوقية (مائتا ألف أوقية).
ج- الفائز الثالث جائزة نقدية بقيمة:100.000أوقية (مائة ألف أوقية).
4- يحصل الفائزون العشرة الأوائل على شهادات تقدير.
5- تمنح الجوائز خلال ندوة علمية يحدد تاريخها لاحقا